نحن متداولون

مؤشر ماكد MACD: مكونات واستراتيجيات التداول

حسب Team Exness

macd trading.jpg

مؤشر ماكد MACD، أو مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة، هو أداة تحليلية فعّالة لفهم ديناميكيات السوق المالية. ويشتهر بسهولة استخدامه في تحديد الاتجاهات، ورصد الاختلافات، وتحديد نقاط الدخول والخروج المُحتملة في مختلف الأسواق. بعبارة أخرى، يُقدم المؤشر مؤشرات حول الأوقات المُلائمة لشراء أو بيع أحد الأصول.

مؤشر ماكد MACD أداة قيّمة للمستثمرين والمتداولين، حيث يُمكن دمجه مع تقنيات تحليلية أخرى للكشف عن فرص السوق المُحتملة، وتعزيز العوائد، وتقليل مخاطر الخسائر.

نستعرض في هذا المقال شرحًا مفّصلًا لمكونات مؤشر ماكد MACD وأهم طرق استخدامه في التحليل و التداول في مختلف الأسواق المالية.

ما هو مؤشر ماكد MACD؟

الماكد MACD هو مؤشر فني مشهور جدًا ويستخدمه العديد من المتداولين في مختلف الأسواق. الاسم اختصار لجملة "تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة"، ويُستخدم في التحليل الفني لرصد اتجاهات وتغيرات الأسعار في السوق.

على الرغم من بساطته، إلاّ أنه يكون فعالًا جدًا إذا استخدم بالطريقة الصحيحة. ويُوظفه كل من المستثمرين والمتداولين، سواءً المبتدئين أو الخبراء، لاتخاذ قرارات تداول مدروسة وواعية.

وعلاوةً على ذلك، فهو أداة متعدّدة الاستخدامات، إذ يُمكن استخدامه لتحليل الأطر الزمنية القصيرة والطويلة. مع ذلك، من المهمّ أن نتذكّر أنّ مؤشر الماكد، كأيّ مؤشّر آخر، ليس مضمونًا بنسبة 100%. ولذلك، يُنصح باستخدامه إلى جانب أدوات وتقنيات التحليل الأخرى قبل اتّخاذ أيّ قرارات تداول. وتذكر أنّ كلّما زادت معلوماتك، زادت فرصك في اتّخاذ قرارات دقيقة.

أهمية مؤشر ماكد MACD في التحليل الفني

يستخدم المتداولون والمحللون مؤشر ماكد (MACD) لتحديد فرص الشراء أو البيع في مختلف الأصول المالية.

التحليل باستخدام مؤشر ماكد MACD الذي يرتكز على رصد التقاطعات بينه وبين خط الإشارة. فعندما يعبر خط ماكد MACD خط الإشارة من أسفل إلى أعلى، تلك إشارة شراء، و عندما يقطعه من أعلى إلى أسفل تكون إشارة بيع.

إضافة إشارات التقاطع، يُستخدم مؤشر ماكد MACD في التحليل الفني لأغراض أخرى، تشمل:

تحديد اتجاه السوق: حيث يُقدم مؤشر ماكد MACD أدلة حول الاتجاهات المستقبلية لأسعار الأصول من خلال تشكيله اتجاهات الصعود أو الهبوط على المخطط البياني. وهذه المعلومات بالغة الأهمية للمستثمرين والمتداولين على حدٍ سواء.

قياس زخم السوق: يُمكن لِمؤشر الماكد MACD رصد حدوث التباعد أو الانفراج الذي يحدث بين اتجاه تحركه وسعر الأصل المالي، ممّا يُتيح للمتداولين رصد النقاط المحورية في اتجاه السعر.

التنبؤ بانعكاسات السوق: التباعد أو الانفراج بين اتجاه مؤشر ماكد MACD وسعر الأصل يعطي إشارات قوية على احتمالية حدوث انعكاسات في اتجاه السوق.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تغيرات الأسعار قد لا تكون فورية دائمًا عند ظهور هذه الإشارات. لذلك، يلجأ العديد من المتداولين والمحللين إلى استخدام مؤشرات أخرى لتأكيد صحة هذه الإشارات قبل اتخاذ قراراتهم الاستثمارية. 

كيفية حساب وتفسير مؤشر ماكد MACD

يتكون مؤشر الماكد من خطين:

خط الماكد MACD هو الفرق بين متوسطين متحركين أسيين (EMAs). يُحسب بطرح قيمة المتوسط المتحرك الأسي EMA السريع(12 فترة) من المتوسط المتحرك الأسي EMA البطيء (26 فترة).

الخط الثاني هو "خط الإشارة"، وهو المتوسط المتحرك الأسي EMA (9 فترات) لمؤشر ماكد MACD نفسه.

ولكن كيف نُفسّر ونقرأ  مؤشر الماكد MACD؟

كما قلنا، ينشأ خط الماكد MACD من الفرق بين متوسطين متحركين، أحدهما سريع والآخر بطيء.

عندما يكون السريع فوق البطيء، فإنه يشير إلى الاتجاه الصاعد. وبالتالي، فإن قراءات ماكد MACD تكون إيجابية.

وعلى العكس من ذلك، تشير القراءات السلبية إلى أن المتوسط السريع أقل من المتوسط البطيء، مما يشير إلى اتجاه هبوطي.

 يمكن قياس قوة الاتجاه من خلال ملاحظة كيفية ارتفاع أو انخفاض مؤشر ماكد MACD. يشير مؤشر ماكد MACD الإيجابي إلى اتجاه صاعد قوي.

ولكن إذا كان مؤشر ماكد MACD أقل من الصفر وكانت المتوسطات المتحركة متباعدة، فهذا يدل على زيادة قوة الاتجاه الهابط، مما يعني أن قيمة ماكد MACD تنخفض بشكل ملحوظ.

مكونات مؤشر ماكد MACD

يتكون مؤشر ماكد MACD من ثلاثة  عناصر رئيسية: خط ماكد MACD، وخط الإشارة، والمخطط البياني. يوفر كل منها معلومات مهمة للمستثمرين لاتخاذ قرارات تداول دقيقة وفي الوقت المناسب.

فيما يلي نظرة كل مكون وكيفية حسابه:

خط ماكد MACD

يُعدّ خط الماكد المكون الأساسي للمؤشر، ويُحسب باستخدام متوسطين متحركين: أحدهما سريع والآخر بطيء. بشكلٍ افتراضي، يتم استخدام فترات زمنية يبلغ عددها 12 فترة (متوسط متحرك سريع) و26 فترة (متوسط متحرك بطيء) لاحتساب هذين المتوسطين.

عندما يكون المتوسط المتحرك السريع فوق المتوسط البطيء، تكون قيمة خط ماكد MACD إيجابية وتشير إلى الزخم الصاعد.

وعلى العكس من ذلك، يعطي هبوط المتوسط المتحرك السريع تحت المتوسط البطيء قراءة سلبية.

على المخطط البياني، يمكنك أن ترى أنه عندما تتباعد المتوسطات المتحركة، يرتفع مؤشر ماكد MACD. وعندما تتقارب الخطوط، ينخفض المؤشر.

ما يُقدّره المستثمرون والمتداولون هو تقاطعات خط ماكد MACD عبر خط الصفر؛ أي عندما يتقاطع كلا المتوسطين. يشير المتوسط المتحرك السريع الذي يعبر فوق المتوسط البطيء إلى اتجاه صاعد، ولكن إذا تقاطع المتوسط المتحرك السريع تحت البطيء، فهذا يشير إلى بداية الاتجاه هابط.

خط الإشارة

خط الإشارة، مُشتق من خط ماكد MACD، حيث يمثل المتوسط المتحرك الأسي لمدة 9 فترات لخط الماكد، وهو الرقم الافتراضي.

يُستخدم خط الإشارة لتقليل حدة مؤشر الماكد MACD وتوليد إشارات الدخول والخروج. يشير التقاطع الصاعد بين الماكد MACD  وخط الإشارة إلى فرصة شراء، بينما يشير التقاطع الهبوطي إلى إشارة بيع محتملة.

المدرج التكراري أو الهيستوجرام

المخطط البياني للمدرج التكراري أو الهيستوجرام هو المكون الثالث، ويُمثّل المسافة الفارقة بين خط ماكد MACD وخط الإشارة. عند تقاطع هذين الخطين، يظهر الرسم البياني قيمة صفر.

إذا كان خط ماكد MACD أعلى من خط الإشارة، يكون الهيستوجرام إيجابيًا، إذا كان خط ماكد MACD أسفل خط الإشارة، يكون الهيستوجرام سلبيًا.

يتم استخدام كل من الهيستوجرام وخط ماكد MACD لتحديد مناطق الاختلاف بين السعر وهذه المؤشرات.

يشير المخطط البياني الإيجابي إلى أن خط ماكد MACD يقع فوق خط الإشارة، بينما يشير المخطط البياني السلبي إلى عكس ذلك.

يتم استخدام هذا المكون، إلى جانب خط ماكد MACD، لتحديد الاختلافات بين السعر والمؤشرات، والتي يمكن أن تشير إلى تغيرات في اتجاه السوق.

مؤشر ماكد MACD واستراتيجيات التداول

مؤشر ماكد MACD من أفضل مؤشرات التحليل الفني لتحركات الأسعار في مختلف أسواق المال، ويستخدمه كل من المتداولين المبتدئين والمتقدمين. ولكن من المهم أن نتذكر أنه لا يوجد مؤشر أو استراتيجية تداول موثوقة بنسبة 100%، واستخدام مؤشر الماكد ليس استثناءً.

كما هو الحال مع أي مؤشر فني آخر، يجب دمجه في تحليل أوسع للسوق باستخدام مؤشرات أخرى قبل اتخاذ القرارات.

تحديد الاتجاه

تتمثل هذه الاستراتيجية الأساسية في تحديد الاتجاهات واختيار الوقت المناسب لشراء أو بيع الأصول. إذا عبر خط ماكد MACD خط الإشارة من أعلى، فهذا يشير إلى اتجاه صاعد محتمل. وإذا عبر خط ماكد MACD خط الإشارة من أسفل، فهذا يشير إلى اتجاه هبوطي محتمل.

على الرغم من استخدام الماكد في كثير من الأحيان لتحديد اتجاه السوق، فإن الخبراء من المتداولين غالبًا ما يؤكّدون إشارته باستخدام مؤشرات أو أنماط فنية أخرى.

التباعد أو الانفراج (الدايفرجنس)

من استراتيجيات التداول الفعّالة باستخدام مؤشر الماكد، والتي ترتكز على مراقبة  التباعد ( يسمى بالإنجليزية الدايفرجنس Divergence) بين اتجاه السعر واتجاه خط الماكد (MACD)، حيث تُشير هذه الاختلافات إلى احتمالات تغيرات في اتجاه السوق.

فعلى سبيل المثال، إذا وصل السعر إلى قمم جديدة بينما لم يفعل مؤشر الماكد ذلك، فقد يدل ذلك على فقدان الاتجاه الصاعد لقوته واحتمال انعكاسه، والعكس صحيح.

في سياق التداول، تُعد التباعدات إشارات لاحتمال انحسار قوة الاتجاه الحالي للأسعار.

 خط الإشارة

تُستخدم العلاقة بين خط ماكد MACD وخط الإشارة كإشارة للشراء أو البيع. عندما يتقاطع خط ماكد MACD فوق خط الإشارة، يتم تفسيره كإشارة شراء. وعلى العكس، فإن التقاطع أسفل خط الإشارة يُعتبر إشارة بيع.

علاوة على ذلك، يساعد خط الإشارة في تأكيد ما إذا كان الاتجاه قويًا أو ضعيفًا. إذا كان خط الإشارة فوق ماكد MACD واستمر في الارتفاع، فهذا يشير إلى اتجاه صاعد قوي. وبالمثل، إذا كان خط الإشارة أسفل ماكد MACD واستمر في الانخفاض، فهذا يشير إلى اتجاه هبوطي قوي.

يلعب خط الإشارة أيضًا دورًا حيويًا في تأكيد الاتجاه، حيث يعمل كدليل إضافي لقرارات الاستثمار.

التقاطعات

تُعتبر التقاطعات بين خط MACD وخط الإشارة والمتوسطات المتحركة أحداثًا هامة تستحق الدراسة. تعد استراتيجيات التقاطع شائعة وتشير إلى تحول محتمل إلى اتجاه صاعد أو هبوطي.

عندما يقطع خط MACD خط الإشارة إلى أعلى، تعد إشارة للشراء. وعلى العكس، فإن حدث التقاطع إلى أسفل تعد إشارة بيع.

وثمة استراتيجية أخرى تتمثل في تحديد متى يتقاطع متوسطان متحركان لفترات زمنية مختلفة. إذا  قطع متوسط ​​متحرك بطيء فوق متوسط ​​سريع، فهذا يُعتبر إشارة بيع، والعكس صحيح لإشارة الشراء.

في الختام، يُعد مؤشر الماكد (MACD) أداةً أساسيةً ضمن أدوات التحليل الفني لقياس زخم السوق واتجاهاته. ونظرًا لفعاليته، حافظ على مكانته المرموقة منذ نشأته في السبعينيات، وبات يُستخدم على نطاق واسعٍ حتى يومنا هذا، بما في ذلك في عالم العملات الرقمية المُتَنامي.

يتميز مؤشر الماكد بموثوقية عالية وتعدد ميزاته، مما يجعله أداةً قيّمةً للمستثمرين. ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أنّه أداةٌ واحدةٌ ضمن منظومةٍ مُتَكاملةٍ من أدوات الاستثمار والتمويل المُتنوّعة.

لذا، يُنصح باستخدام مؤشر الماكد بالتزامن مع أدواتٍ تحليليةٍ أخرى لتعزيز فعالية التحليلات ودقة النتائج.

إنّ الاستخدام المُتكامل لهذه الأدوات يُتيح للمستثمرين اتخاذ قراراتٍ استثماريةٍ مُستنيرةٍ تُقلّل من المخاطر وتُعزّز من فرص تحقيق الأرباح.

 


هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.


الكاتب

Team Exness

Team Exness