رؤى
هل باتت عملية مايكروسوفت على أكتيفجن بليزارد أمرا محسومًا؟
حسب Paul Reid
17 فبراير 2023

عندما تتحد شركتان ناجحتان بشكل كبير، فإن الاستجابة الأولية للسوق لا تتجه في الغالب نحو الصعود ولدى المتداولين الذين يتابعون عمليات اندماج الشركات وعمليات الاستحواذ قناعة بأن الشيء الوحيد الذي يجب الاعتماد عليه هو حركة تقلبات السوق. لكن ماذا عن استراتيجية المدى الطويل؟ هل يتعين على المتداولين الشراء في وقت مبكر والانتظار لفترة لحين تحرك الأسواق؟
ما الذي حدث حتى الآن؟
تصدرت مايكروسوفت (MSFT) عناوين الصحف في يناير الماضي عقب الإعلان عن عرض ضخم بقيمة 69 مليار دولار للاستحواذ على أكتيفجن بليزارد (ATVI)، أكبر مطور لألعاب الفيديو في العالم. بالطبع، هذه أكبر عملية استحواذ لشركة مايكروسوفت في تاريخها.
رغم ضخامة مبلغ صفقة الاستحواذ، لكن لا يعني ذلك بالضرورة أنه رهان مجنون لشركة مايكروسوفت. كان سوق الألعاب بالفعل نشاطًا مزدهرًا قبل الوباء، وزادت عمليات الإغلاق نتيجة الوباء من جاذبيتها والإقبال الشديد عليها.
وتشير التقديرات إلى أن زيادة إيرادات الألعاب تجاوزت 20٪ خلال السنوات الأخيرة، حيث اقتربت من 200 مليار دولار، الأمر الذي جذب انتباه عمالقة التكنولوجيا مثل أبل و نتفلكيس و أمازون، وبالطبع مايكروسوفت.
كما لاحظ المتداولون بالفعل نشاطًا كبيرًا على الرسوم البيانية منذ الإعلان عن صفقة الاستحواذ الأكبر في تاريخ مايكروسوفت، لكن الصفقة لم تتم بعد، حيث أثارت شركة Sony المنافسة العديد من المخاوف بشأن احتكار تلك الصناعة التي باتت استراتيجية. وهذا يجعل اللجنة التنظيمية البريطانية وهيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة تمارس دورها.
ما موقف هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة من عملية استحواذ مايكروسوفت على شركة أكتيفجن بليزارد
من المتوقع أن تعلن هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة عن نتائجها المؤقتة قريبًا، والتي قد تمهد الطريق للصفقة الضخمة أو توقفها بقرار نهائي لا رجعة فيه.
من جانبها أعربت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة عن مخاوفها من أن الاستحواذ قد يتسبب في مشكلات تتعلق بالمنافسة خاصة فيما يتعلق بسوق وحدة التحكم والاشتراك، وكذلك في قطاع الألعاب السحابية المتنامي.
وتهدف مايكروسوفت للاستحواذ على أكتيفجن بليزارد بغرض إضافة ألعاب مشهورة مثل Call of Duty إلى محفظتها، والتي تتضمن بالفعل امتياز Halo و Minecraft.
يشعر المنظمون في جميع أنحاء العالم بالقلق من أن هيمنة مايكروسوفت قد تُصَعب على المنافسين -خلال الفترة القليلة القادمة- الوصول إلى ألعاب أكتيفجن ذات شهرة العالمية. بالطبع، قرار هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة يمثل أهمية بالغة، حيث نادرًا ما تلغي المحاكم البريطانية قرارات الاندماج، وإذا تم حظر الصفقة، فسوف ينتهي الحديث عن عملية استحواذ مايكروسوفت على أكتيفجن.
سوف يصدر قرار هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة قبل قرارات الاتحاد الأوروبي ولجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، التي رفعت دعوى ضد الصفقة.
وفي محاولة منها للالتفاف عرضت مايكروسوفت منح ترخيص لمدة 10 سنوات لـ Call of Duty لمنافستها سوني. لكن بالطبع، هذا المقترح لم يكن حلا مناسبا خاصة وأن هناك ألعاب تقدمها ألعاب أكتيفجن القادمة قد تصبح حصرية لـ XBOX، مما يهمش إلى حد بعيد PS5 الخاص بشركة سوني.
الخلاصة
إذا استمر استحواذ مايكروسوفت على أكتيفجن، فمن غير المحتمل أن تشهد أسهم MSFT حركة تقلبات كبيرة. على الرغم من أن عملية الشراء قدرت قيمتها بـ69 مليار دولار، إلا أن التأثير على ربحية الشركة لن يظهر على المدى القريب - عل ى افتراض أن هناك ربحية في الأساس.
في المقابل، ارتفع سهم أكتيفجن بنحو 25٪ بعد الإعلان عن الاستحواذ.
إذا تم حظر الصفقة، فقد نرى انسحاب هؤلاء المستثمرين الأوائل، وتصحيحاً سريعاً لسهم ATVI. وتذكر أن هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة أقرت العام الماضي أن قيام شركة ميتا بشراء GIPHY سوف يحد من الخيارات المتاحة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وأجبرت شركة ميتا على بيع GIPHY، لذلك ليس من قبيل المبالغة توقع إلغاء الصفقة.
أسهم MSFT من بين الخيارات الجيدة المتاحة للتداول في كلتا الحالتين، ولكن من الأفضل أن تضع في اعتبارك وأن تركز أبحاثك وتحليلك على سهم ATVI خلال الأسابيع والأشهر القادمة وتابع عن كثب قرار هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة.
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.
الكاتب

Paul Reid
Paul Reid صحفي متخصص في القطاع المالي يكرس خبراته العملية في البحث عن الأسرار الخفية التي يمكن أن تمنح المتداولين مزايا فريدة. يركز Paul بشكل أساسي على سوق الأوراق المالية، لتحديد التحولات الرئيسية في الشركة معتمدًا على خبراته الكبيرة في أسواق المال والتي تمتد لأكثر من عقد من الزمن.
مقالات ذات صلة
الرجوع إلى جميع المقالات